ترك ما لا يعنيك
  الَّتِي أَمْلاَهَا صَدْرَ نَهَارِهِ أَكْثَرُ مَا فِيهَا لَيْسَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَلاَ دُنْيَاهُ».
  وَرَوَى الإِمَامُ الْمُوَفَّق بِاللَّهِ #: فِي كِتَابِ الاعْتِبَارِ وَسَلْوَة الْعَارِفِينَ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ $، قَالَ: رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ ÷: قَامَ خَطِيبًا عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِي نُشيِّعُ مِنَ الأَمْواتِ سَفْرٌ عَمَّا قَليْلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُم أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهَمُ، نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ، فَطُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوِب النَّاسِ، وَطُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ مَالاً اكْتَسَبَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَجَالَسَ أَهْلَ الفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَخَالَطَ أَهْلَ الذِّلّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، طُوبَى لِمَنْ ذَلَّتْ نَفْسُهُ، وَحَسُنَت خَلِيقَتُه وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُه، وَعَزَلَ عَن النَّاسِ شَرَّه، طُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِه، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَم تَسْتَهْوِهِ الْبِدْعَةُ».
  طُوبَى مَصْدَرٌ مِنْ الطِّيبِ، أَوِ اسْمُ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا لِمَنْ شَغْلَهُ النَّظَرُ فِي