رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 339 - الجزء 1

  عُيُوبِهِ، وَطَلَبِ إزَالَتِهَا، أَوِ السَّتْرِ عَلَيْهَا عَنِ الاشْتِغَالِ بِذِكْرِ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وَالتَّعَرُّفِ لِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ مِنَ الْعُيُوبِ، وَذَلِكَ بِأَنْ يُقَدِّمَ النَّظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ إذَا أَرَادَ أَنْ يَعِيبَ غَيْرَهُ، فَإِنَّهُ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ مَا يَرْدَعُهُ عَنْ ذِكْرِ غَيْرِهِ.

  وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ وَوُسِعَهُ بَيْتُهُ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ».

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ خَطَرَ اللِّسَانِ عَظِيمٌ، وَلاَ يَنْجُو مِنْ شَرِّ اللِّسَانِ إِلاَّ مَنْ قَيَّدَهُ بِلِجَامِ الشَّرْعِ.

  فَعَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ، إِنَّ الِّلِسَانَ أَمْلَكُ شَيْءٍ لِلإِنْسَانِ أَلاَ وَإِنَّ كَلاَمَ الْعَبْدِ كُلَّهُ عَلَيْهِ، إِلاَّ ذِكْراً لِلَّهِ، أَوْ أَمْراً بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ إِصْلاَحاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ».

  فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُؤاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بَهِ؟