رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 342 - الجزء 1

  وَهَذَا الْحَدِيثُ دَلَّ عَلَى أَنَّ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ الإِيمَانِ بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ، الَّذِي يَخَافُ اللَّهَ، وَيَتَّقِيهِ، وَيَخَافُ مَا يَحْصُلُ لَهُ فِي الْيَوْمِ الآخِرِ، وَيَرْجُو أَنْ يَكُونَ نَاجِيًا فِي الْيَوْمِ الآخِرِ، أَنَّ مِنْ صِفَاتِهِ أَنَّهُ يَقُولُ الْخَيْر أَوْ يَصْمُتْ ..

  وَقَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ #: «وَلْيَخْزُنِ الرَّجُلُ لِسَانَهُ، فَإِنَّ هَذَا اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِهِ، وَاللَّهِ مَا أَرَى عَبْداً يَتَّقِي تَقْوَى تَنْفَعُهُ حَتَّى يَخْزُنَ لِسَانَهُ، وَإِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ وَإِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ، لأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ تَدَبَّرَهُ فِي نَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاهُ، وَإِنْ كَانَ شَرّاً وَارَاهُ وَإِنَّ الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَى عَلَى لِسَانِهِ لاَ يَدْرِي مَا ذَا لَهُ وَمَا ذَا عَلَيْهِ، وَلَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: «لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ»، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ نَقِيُّ الرَّاحَةِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ، سَلِيمُ اللِّسَانِ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ فَلْيَفْعَلْ».