رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 341 - الجزء 1

  يَا بُنَيَّ: إِنَّ آفَاتِ اللِّسَانِ أَسْرَعُ الآفَاتِ لِلإِنْسَانِ، وَأَعْظَمُهَا فِي الْهَلاَكِ وَالْخُسْرَانِ، فَالأَصْلُ مُلاَزَمَةُ الصَّمْتِ، إِلَى أَنْ يَتَحَقَّقَ السَّلاَمَةُ مِنَ الآفَاتِ، وَالْحُصُولُ عَلَى الْخَيْرَاتِ.

  وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ ذَلِكَ فَانْظُرْ فِيمَا رَوَاهُ الإِمَامِ الْهَادِي #: فِي الأَحْكَامِ: قَالَ #: وَبَلَغَنَا عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا كَانَ يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، مَا كَانَ يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

  لاَ يَسْتَحْقِرَ الإِنْسَانُ شَيْئًا مِنْ كَلاَمِهِ، فَكَمْ مِنْ كَلِمَةٍ بَلَغَتْ بِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَى أَعَلَى الدَّرَجَاتِ فِي الْجَنَّةِ.؟

  وَكَمْ مِنْ كَلِمَةٍ لاَ يُلْقِى لَهَا الإِنْسَانُ بَالاً، هَوَتْ بِصَاحِبِهَا فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ.؟

  وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ».