رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 344 - الجزء 1

  والبذاءَةُ، وَاللَّعْنُ، وَالْكَذِبُ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ، وَالْغِيبَةُ، وَالنَّمِيمَةُ وَالْكُفْرُ، وَالْقَذْفُ.

  وَمِنَ الْعَجَبِ يَا بُنَيَّ: أَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ يَهُونُ عَلَيْهِمُ التَّحَفُّظُ وَالاحْتِرَازُ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ، وَالظُّلْمِ، وَالزِّنَى، وَالسَّرِقَةِ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَمِنَ النَّظَرِ الْمُحَرَّمِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَيَصْعُبُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ، حَتَّى تَرَى الرَّجُلَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالدِّينِ، وَالزُّهْدِ، وَالْعِبَادَةِ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَاتِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَنْزِلُ فِي النَّارِ بِالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْهَا أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، سَبْعِينَ خَرِيفًا حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى قَعْرِهَا.

  وَكَمْ تَرَى مِنْ رَجُلٍ مُتَوَرِّعٍ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ، وَلِسَانُهُ يَفْرِي فِي أَعْرَاضِ الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، وَلاَ يُبَالِي مَا يَقُولُ ...

  وَقَدْ نَفَى اللَّهُ تَعَالَى الْخَيْرَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا يَتَنَاجَى به النَّاس بَيْنَهُمْ: فَقَالَ: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}.

  أَيْ: إِلاَّ نَجْوَى مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ، أَوْ مَعْرُوفٍ، أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ، فَإِنَّ أُولَئِكَ فِيهِمُ الْخَيْرُ.