رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقوق الوالدين

صفحة 34 - الجزء 1

  وَهَذَا دُعَاءٌ مِنْ رَسُوْلِ الْهُدَى، وَنَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَسَيِّدِ الأُمَّةِ، ÷: الَّذِي لاَ تُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ، لَقَدْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ÷: بِهَذَا الدُّعَاءِ عَلَى مَنْ قَصَّرَ فِي بِرِّ أَبَوَيْهِ.

  وَمَعْنَاهُ: صَرَعَهُ اللَّهُ لأَنْفِهِ فَأَهْلَكَهُ، وَأَذَلَّهُ اللَّهُ ...

  قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ: قَوْلُهُ ÷: «رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا، فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةِ» ..

  قَالَ أَهْل اللُّغَة: مَعْنَاهُ ذَلَّ.

  وَقِيلَ: كُرِهَ وَخُزِيَ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَكَسْرِهَا، وَهُوَ الرُّغْمُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحهَا وَكَسْرهَا، وَأَصْلُهُ لَصْق أَنْفه بِالرِّغَامِ، وَهُوَ تُرَاب مُخْتَلَط بِرَمْلٍ.

  وَقِيلَ: الرُّغْمُ كُلّ مَا أَصَابَ الأَنْف مِمَّا يُؤْذِيه.

  وَفِيهِ عَلَى الْحَثِّ عَلَى بِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَعِظَم ثَوَابه.

  وَمَعْنَاهُ: أَنَّ بِرَّهُمَا عِنْدَ كِبَرِهِمَا، وَضَعْفِهِمَا بِالْخِدْمَةِ، أَوِ النَّفَقَة، أَوْ غَيْر ذَلِكَ سَبَب لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَمَنْ قَصَّرَ فِي ذَلِكَ فَاتَهُ دُخُول الْجَنَّةِ، وَأَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَهُ. انْتَهَى.