طلب العلم:
  لَقَدْ كَانَ الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ #: بَحْراً مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، وَمِنْ أَئِمَّةِ الدُّنْيَا، وَلَقَدْ كَانَ بِحَقٍّ أَعْلَمُ الأُمَّةِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَفْقَهُهَا بِتَأْوِيلِهِ، وَأَقْدَرُهَا عَلَى النُّفُوذِ إِلَى أَغْوَارِهِ، وَإِدْرَاكِ مَرَامِيهِ وَأَسْرَارِهِ.
  يَا بُنَيَّ: لَقَدِ اعْتَنَى عَدَدٌ كَثِيْرٌ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، وَقَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ، عَلَى اخْتِلاَفِ مَذَاهِبِهِمْ، وَمَشَارِبِهِمْ وَأَزْمَانِهِمْ، وَبُلْدَانِهِمْ: بِشَرْحِهَا، وَإِيضَاحِهَا.
  فَاغْتَنِمْ هَذِهِ الْفَوَائِدَ الْفَرِيدَةَ، الْكَامِلَةِ الشَّامِلَةِ، وَعُضَّ عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَاقْبِضْ عَلَيْهَا بِكَفِّ الْحِرْصِ، وَكُنْ بِهَا عَالِماً، وَبِمَا فِيهَا عَامِلاً، وَإِلَيْهَا دَاعِيًا، وَعَلَيْهَا صَابِراً.
  فَيَا لَهَا: مِنْ نَصِيحَةٍ صَادِقَةٍ، خَرَجَتْ مِنْ قَلْبِ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ، الْمُشْفِقِ، الْعَالِمِ، الْمُجَرِّبِ، الْمُخْلِصِ ..
  فَلِلَّهِ دَرُّ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ #: مَا أَعْظَمَهُ مِنْ إِمَامٍ عَالِمٍ نَاصِحٍ، صَادِقٍ، وَمَا أَعْظَمَهَا وَأَجَلَّهَا مِنْ نَصِيحَةٍ صَادِقَةٍ، وَمَا أَعْظَمَ حَاجَتَنَا اليَوْمَ إِلَيْهَا، وَمَا أَسْعَدَ مَنْ قَامَ بِهَذِهِ النَّصِيحَةِ.