رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

طلب العلم:

صفحة 368 - الجزء 1

  وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ الْحَنْبَلِيِّ:

  فَقَسَّمَ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ #: حَمَلَة الْعِلْمِ إِلَى ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ:

  قِسْمٌ هُمْ أَهْلُ الشُّبِهَاتِ، وَهُمْ مَنْ لاَ بَصِيرَةَ لَهُ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ، فَتَأْخُذَه الشُّبْهَةُ فَيَقَعُ فِي الْحَيْرَةِ وَالشُّكُوكِ، وَيَخْرُجُ مِنْ ذَلِكَ إِلَى الْبِدَعِ، وَالأَهْوَاءِ وَالضَّلاَلاَتِ.

  وَقِسْمٌ هُمْ أَهْلُ الشَّهَوَاتِ وَحَظَّهُمْ نَوْعَانِ:

  أَحَدُهُمَا: مَنْ يَطْلُبُ الدُّنْيَا بِنَفْسِ الْعِلْمِ، فَيَجْعَلُ الْعِلْمَ آلَةٌ لِكَسْبِ الدُّنْيَا.

  وَالثَّانِي: مَنْ هَمُّهُ جَمْع الدُّنْيَا، وَاكْتِنَازهَا، وَادِّخَارهَا، وَكُلُّ أُولَئِكَ لَيْسُوا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ، وَإِنَّمَا هُمْ كَالأَنْعَامِ.

  وَلِهَذَا شَبَّهَ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ حُمِّلَ التَّوْرَاةِ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلْهَا بِالْحِمَارِ الَّذِي يَحْمِلُ أَسْفَارًا، وَشَبَّهَ عَالِم السُّوءِ الَّذِي انْسَلَخَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَأَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ بِالْكَلْبِ، وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ أَخَسُّ الأَنْعَامِ، وأَضَلُّ سَبِيلاً.