رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

فتنة النساء الفتنة بالنساء فتنة عظيمة

صفحة 78 - الجزء 1

  الْفَضَائِيَّةِ، الْخَلِيعَةِ، وَالْجَوَّالاَتِ، حَتَّى بَلَغَ الأَمْرُ أَنَّ فِتْنَةَ الصُّوَر الْخَلِيعَةِ، لاَ يَكَادُ يَسْلَمُ مِنْهَا أَحَدٌ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ وَقَلِيْلٌ مَاهُمْ.

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّهُ لاَ يَكَادُ يُوجَدُ هُنَاكَ بَيْتٌ لَمْ يَقْتَحِمْهُ هَذَا الغَزْوُ الْخَطِيرُ، الَّذِي هُوَ أَشَدُّ خُطُورَةً عَلَى كُلِّ بَيْتٍ، وَعَلَى كُلِّ أُسْرَةٍ، بَلْ وَعَلَى الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ سِلاَحٍ ...

  وَحِيْنَ يَسْلَمُ مِنْ ذَلِكَ - وَلاَ أَخَالُهُ يَسْلَمُ - فَإِنَّهُ يَا بُنَيَّ: لَنْ يَسْلَمَ مِنْ حَدِيثِ زَمِيلِهِ فِي الْمَدْرَسَةِ، أَوْ فِي الْعَمَلِ، وَقَدْ يُرِيهِ الصُّوْرَة، وَيُحَدِّثَهُ عَنِ النِّسَاءِ، وَعَنْ وَعَنْ وَعَنْ إِلَى آخِرِهِ.

  وَاعْلَمْ: أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِتَنِ الَّتِي ظَهَرَتْ فِي عَصْرِنَا هَذَا، وَأَكْثَرِهَا انْتِشَارًا فِي النَّاسِ، حَتَّى لاَ يَكَادُ يَسْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ النَّاسِ مَا يَقُومُ بِهِ أَعْدَاء الإِسْلاَمِ، وَتُجَّارُ الْفَسَادِ، وَسَمَاسِرَةَ الرَّذِيلَةِ، وَمُحِبُّو إِشَاعَةَ الْفَاحِشَةِ، بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، بِنَشْرِ أَنْوَاعًا مِنَ الأَفْلاَمِ، وَالصُّوَرِ الْخَلِيعَةِ الْمَاجِنَةِ، الْمُثِيرَةُ لِلْغَرَائِزِ وَلِلشَّهَوَاتِ، الْجَالِبَةُ لِلْفَسَادِ الدَّاعِيَةُ لِلدِّعَارَةِ، الْفَاتِنَة لِلشَّبَابِ وَالشَّابَّات، وَإِفْسَادِ أَخْلاَقِهِمْ وَانْتِزَاعِ رُوح الإِبَاءِ، وَالْفَضِيلَةِ، وَالْغِيرَةِ، وَالْعَفَافِ مِنْ نُفُوسِهِمْ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ....