بكتابه هذا على العلامة جعفر بن أحمد بن عبد السلام الذي وصل إلى (إب) وتناظر مع بعض فقهائها في علم الكلام ومسائل أصول الدين، وطلب مناظرة إمامهم ابن أبي الخير فامتنع، وبعث إليه بأحد تلامذته كما تقدم، ثم ألف كتابه (الانتصار) يرد به على ما اطلع عليه من مؤلفات القاضي جعفر وعلى معاصريه من فقهاء الأشاعرة»⁣^(⁣١). هذا التلميذ الذي أشار إليه الشامي هو الفقيه عبد الله بن عيسى بن أيمن الهرمي⁣^(⁣٢) ينتهي نسبه إلى بني أمية، ذكره الجندي في (السلوك: ١: ٣٤٥).

  وقد تمخضت تلك الزيارة وما جرى فيها من المناظرة عن مجموعة كتب، ودون أن أعرج على الطريقة التي عومل بها القاضي جعفر، ولا على ما ذكره الجندي في كتابه (السلوك) من كلام جمجم فيه كثيراً وأظهر القاضي جعفر بصورة العيل العاجز، بل ويطلب من خصمه الكف عنه وعن مناظرته، وجعل خصمه هو الفائز بالقدح المعلى والسابق في الحلية، و «جُذَيْلُ الْجَدَل الْمُحَكَّك، وعُذَيْقّ الْمُنَاضرات الْمُرَجَّب»، وكذلك لن أعرج على ما ذكره قبل الجندي ابنُ سمرة في طبقاته، وما ذكره قبلهما الفقيه ابن أبي الخير في (الانتصار)، ولا على ما قاله صاحب (المستطاب) عن المناظرة، وقد أحلت في ذلك إلى المراجع في الهامش أدناه⁣^(⁣٣)، وسأكتفي بذكر المهم هنا وهو كيف جرت أحداث تلك الزيارة وما جرى فيها من المناظرة وما هي الكتب التي فرختها؟

= بن عبد العزيز الخلف: أضواء السلف، الرياض (١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م).

(١) تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي: (١: ٥٥٠).

(٢) عند الشامي: (٥٥٠: ١) نقلا عن طبقات ابن سمرة: «البرمي». وفي (المطلع): اليرمي بالياء المثناة التحتية. (٣) مطلع البدور لابن أبي الرجال: (٦٢١: ١ - ٦٢٢) وتاريخ اليمن الفكري للشامي: (١: ٥٣٠ - ٥٣١) و (١: ٥٥٠) و (٥٥٤: ١ - ٥٥٦)، و (الانتصار) لابن أبي الخير: (٨٩: ١) فيما بعدها، والسلوك للجندي: (٣٤٥: ١) فما بعدها، و (المستطاب) ليحيى بن الحسين - مخطوط، نسخة المنصور: (٦٤ ب - ٦٥ أ).