السؤال الثالث أين الرحمة من عذاب النار الأبدي
  أسدى إلى الإنسان في الدنيا ما أسدى من المواهب العظيمة وأحسن إليه بكل إحسان ثم تركه بعد ذلك سدا لكان من العمل الخالي عن الحكمة البعيد عن العدل، إذ هو معرض في هذه الحياة لكل مصيبة ومحنة.
  ومع أن الله خلق الإنسان بحكمته ومكنهم وخَلَّى بينهم ورفع الموانع حتى يتمكن الإنسان من ظلم أخيه، وقد نهاهم عن التظالم في الأنفس والأموال والأعراض وفرض المجازاة، وأباح لنا الإنتفاع بكثير من المنافع من ذلك الحيوانات منها ما يذبح ومنها ما يحمل، ومنها ما يعمل إلى غير ذلك من المنافع العظيمة الكثيرة، ولم يكن لها أي عوض في الدنيا وفرق بين المخلوقين فرقاً شتى متفاوتة في أكثر الأشياء فمنهم الفقير والغني، والصحيح والسقيم والمعافى والعليل، وناقص الخلقة وكاملها، والمسخر والمسخر له، وقد أشار إلى الحكمة في بعض ذلك في القرآن في قوله تعالى: {نَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعيشَتَهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَرَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعضُهُم بَعضًا سُخرِيًّا وَرَحمَتُ رَبِّكَ خَيرٌ مِمّا