دوام العذاب في الآخرة
  ولا شك أنهم مع العلم بدوامه أبعد عن المعصية، ولمثل ذلك يجب أن يكون بالغاً مبلغاً عظيماً ليكون المكلف مع العلم به أبعد عن المعصية، ولأنه جل وعلا عرض بالتكليف لغاية المنافع فلابد أن يتضمن التحذير غاية المضار، وهذا من الألطاف التي جعلها الله للمكلفين العاصين وقد أخر عنهم العذاب عن وقت الإستحقاق لأن العاصي يستحق العقاب وقت العصيان فمن رحمة الله أن أخر العقاب في الآخرة لمن أحب أن يرجع ويتوب، ووعد بقبول توبة التائب وإنابة المنيب وأردف ذلك بمواعظ وعبر ليتذكر العاصي ولا يكون له عند الله حجة يوم القيامة ويستحق العقاب الدائم وبهذا وردت الأدلة من القرآن قال تعالى: {وَالَّذينَ كَفَروا لَهُم نارُ جَهَنَّمَ لا يُقضى عَلَيهِم فَيَموتوا وَلا يُخَفَّفُ عَنهُم مِن عَذابِها كَذلِكَ نَجزي كُلَّ كَفورٍ ٣٦ وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ ٣٧}[فاطر: ٣٦ - ٣٧]، صدق الله العظيم.