دوام العذاب في الآخرة
  ليتحقق مشقة التكليف فلو لم يكن هناك عقاب نستحقه بالإقدام على القبيح والإخلال بالواجب مع العلم بذلك لحصل لنا موجب الإغراء وهو قبيح من الله جل وعلا فلابد من زاجر عظيم وتهديد جسيم وقد حصل، ومع ذلك فقد أوجب علينا واجبات نتخلص بها من ذلك الضرر أو تكون كما قال بعضهم: الطافا في ترك المحرمات لأن الواجبات لم تجب لجلب النفع فقط فلذلك كان استحقاق العاصي للعقاب عقلياً من هذا الوجه.
  ومن ناحية أخرى هو أن العاصي عبد لمولاه وسيده وهو ربه جل وعلا والعاصي يستحق الذم والعقاب لأنهما متلازمان، كما أن المدح والثواب متلازمان وهذه طريقة واضحة جلية.
دوام العذاب في الآخرة
  وأما دوامه أي دوام العقاب لذلك لأنه ملازم للذم، والذم يلزم دوامه فكذلك العقاب، ولأنه لو لم يكن دائماً لسهل على كثير من الناس احتماله إيثاراً للذة العاجلة،