الحديث الأربعون في ذكر الجنة والنار
  الجَنَّةِ مَنزِلَةً لَمِنْ يُغْدَى عَلَيْهِ وَيُرَاحُ بِعَشَرَةٍ آلافٍ صَحْفَةٍ؛ فِي كُلِّ صَحْفَةٍ لَوْنٌ مِنَ الطَّعَامِ، لَهُ رَائِحَةٌ وَطَعْمٌ لَيْسَ لِلآخَرِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ يَمُرُّ بِهِ الطَّائِرُ فَيَشْتَهِيهِ فَيُخَيَّرُ بَينَ يَدَيْهِ إِمَّا طَبِيخاً وَإِمَّا مَشْوِيّاً مَا خَطَرَ بِبَالِهِ مِنَ الشَّهْوَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ لَيَكُونُ فِي جَنَّةٍ مِن جِنَانِهِ مِن أَنْوَاعِ الشَّجَرِ إذْ يَشْتَهِي ثَمَرَةً مِن تِلْكَ الثِّمَارِ، فَتُدْلَى إِلَيْهِ، فَيَاكُلُ مِنْهَا مَا أَرَادَ، وَلَوْ أَنَّ حَوْرَاءَ مِنْ حُورِهِمْ بَرَزَتْ لأهْلِ الأَرْضِ، لأَعْشَتْ ضَوْءَ الشَّمْسِ، وَلافتَتَنَ بِهَا أَهْلُ الأَرْضِ»(١).
  قال القاضي ¦: وهذا الخبر يشتمل على ثلاث فوائد:
  الأولى (منها):(٢) وصف النار - نعوذ بالله منها، - وما فيها من الشدة(٣) وأنها قد بلغت من الحرارة إلى حد زائد على حرارة هذه النار سبعين(٤) ضعفاً مع ما ذكره من تبريدها بما ذكر(٥) [وتطفية
(١) مجموع الإمام زيد @ ص ٢٧٤، ٢٧٥، رقم (٦٦٥).
(٢) في (ب) و (ج): ساقط.
(٣) في (ب) و (ج): من العذاب الأليم.
(٤) في (ب) و (ج): بسبعين.
(٥) في (أ): تبريدها هذه بما ذكر، وفي (ب) و (ج): تبريدها هذه النار بسبعين ماء.