علم أصول الدين
علم أصول الدين
  فعلى طالب العلم أن يُولِي عنايته بعلم أصول الدين أولا؛ لأنه أشرف العلوم وأولاها درساً وفهماً؛ لأن كل علم يشرف بشرف موضوعه وغايته، فموضوع علم أصول الدين معرف الله حق معرفته وتوحيده، وتنزيهه عن مشابهة من يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، وقد لخص أمير المؤمنين # علم أصول الدين في جملتين من الكلام، قال #: (التوحيد أن لاتتوهمه، والعدل أن لا تتهمه). فلا بد أن يعتقد كل مسلم جازماً أن الله سبحانه وتعالى موجود، عالم، أول آخر، ظاهر باطن، منزه عن الحدوث والعدم والنقائص، ومشابهة المخلوقين، وأن له الخلق والأمر رحمان رحيم لا يظلم أحداً، ولا يحب الفساد، ولا يفعل القبائح، صادق في وعده ووعيده، قال تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}(١).
(١) وقد أُلفت في هذا الفن كتب كثيرة: منها المختصر ومنها البسيط، كالأساس وشرحه، والثلاثين المسألة، والعقد الثمين، ورسائل الإمام زيد والإمام الهادي والقاسم $ وغيرها.