فضل العلم على العبادة
فضل العلم على العبادة
  إن درجة العلم النافع أفضل من درجة الصيام والقيام بكثير، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة عن الرسول ÷، قال ÷: «فضل العالم على العابد سبعون درجة»(١)، وقال ÷: «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد»(٢) وقال ÷: «فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع». وقال ÷ لأبي ذر ¦: «يا أبا ذر، لأن تغدو فتعلم آيةً من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل به، خير لك من أن تصلي ألف ركعة»(٣) والسر في ذلك أن عبادة الجهال يَقْتَصِرُ نفعُها القليلُ عليهم، ولا يتعدى إلى غيرهم، بخلاف العلماء فإنهم ينتفعون بعلمهم وينفعون غيرهم، والعباد الجهَّال يضرون أنفسهم من حيث يظنون نفعها ولا يشعرون، تراهم يجهدون أنفسهم في العبادة ويظهرون حماساً شديداً للدين، ولكنهم عندما يمرون بساعة بلاء واختبار يسيطر عليهم جهلهم وغباؤهم، فيقفون
(١) الأصبهاني.
(٢) الترمذي.
(٣) ابن ماجة.