نصيحة لطلاب العلم،

أحمد بن محمد الوشلي (معاصر)

رابعا: التواضع والسكينة

صفحة 36 - الجزء 1

رابعاً: التواضع والسكينة

  ومن آداب طالب العلم التواضع والسكينة والسمت الحسن، فالتواضع علامة شرف صاحبه وكرم طبعه، ولنا في رسول الله ÷ أعظم أسوة، فقد كان سيد المتواضعين. يروى أنه دخل عليه رجل فارتعد من هيبته، فقال متواضعاً: «هون عليك لست بملكٍ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد». ودخل ÷ يوم فتح مكة مطأطئاً رأسه حتى كاد يمس عثنونه⁣(⁣١) قادمة الرحل.

  ويروى أنه كان يأتيه العبد أو الصبي لحاجة، فيأخذ بيده الشريفة إلى حيث شاء، وكان يقول ÷: «لو دعيت إلى كراع لأجبت» والأمثلة على ذلك كثيرة في كتب السيرة والتاريخ. وجاء في وصف أمير المؤمنين # لضرار الصدائي قوله: كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه. فطالب العلم أحق من غيره بالتحلي بهذه الخصلة الحميدة والخلق العظيم، ومن التواضع أن يحترم الطالب زملاءه، ولا يستعلي عليهم بعلمه، وأن يرشدهم ويعلمهم ما يجهلونه، وإذا سئل عن شيء لا يعلمه فليقل: الله أعلم، فهو أسلم، وإذا جهل شيئاً فلا يمنعه الكبر والحياء أن يسأل ولو من هو دونه، ويروى عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين # أنه كان يذهب


(١) العثنون من اللحية ما نبت من الشعر على الذقن وتحته سفلاً، وقيل: اللحية كلها.