إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على التعوذ وإعرابه]

صفحة 40 - الجزء 1

  ومَوضِعُ الباء معَ مجرورِهِ في (بِاللهِ) نَصبٌ؛ لأنَّه قد حل محل مفعول به، ولذا يجوز أن يكون الجرّ على اللفظ، والنَّصب على المحلّ، والأصل بالإله، فحذفوا الهمزةَ بعد نقل حركتها، وأدغموا اللام في اللام، والتشديد من أجل ذَلِكَ.

  قال في الكشاف: والإلهُ من أسماء الأجناس كالرَّجُل والفَرَسِ، اسمٌ يقعُ على كُلِّ مَعبود بحق أو باطل، ثُمَّ غلب على المعبودِ بِحَقِّ، كَمَا أَنَّ النَّجْمَ اسْمٌ لِكُلِّ كَوكَب، ثُمَّ غَلَبَ على الثَّرَيَّا.

  وكذلكَ السَّنَة على عَام القحطِ، والبيتُ على الكعبة، والكِتابُ على كِتابِ سيبويه.

  وأَمَّا (الله) بحذفِ الهمزة فمُختَصّ بِالمعبودِ بِالْحَقِّ، لَم يُطلَق على غَيْرِهِ.

  وقيل في قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥}⁣[مريم]، أي: هلْ تَعرفُ في السَّهْلِ والجَبلِ والبَرِّ والبَحرِ والمَشرِقِ والمَغرِب أحدًا اسمُهُ اللهُ غَير الله؟.