إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على دعاء التوجه وإعرابه]

صفحة 47 - الجزء 1

  وأصل (الذي) عِندَ البَصرِيِّينَ (لذ) على وزن (عم) و (شج)، أرادوا الوصف بها من بين الأسماء الموصولة؛ لكونها على وزن الصفات المشبهة، نحو: (فرح)، بخلاف (ما) و (مَنْ) فأدخلوا اللام الزائدة عليها تحسينا للفظِ حتى لا تكون كالمعرفة الموصوف بالنكرة، وإنّما حَكَموا بِكَونِ اللام زائِدَةً بناءً لما [مَرَّ] من أن الموصولات معارف وضعًا، بدليل كَونِ (ما) و (مَن) معرفَتَين بغير اللام، وإنما الزَمُوها اللامَ الزَّائِدَةَ؛ لأنها لَو نُزعتْ تارة وأدخلت أخرى لأوهَمَ كونها للتعريف كما في نحو الرَّجُل ورَجُل.

  قال الكوفيُّون: أَصلُ (الذي) الذَّالُ السّاكنة، ثمَّ لما أرادوا إدخال اللام عليها زادوا قبلها لاما مُتحَرِّكةً؛ لئلا يجمعُوا بينَ الذَّالِ السَّاكِنةِ ولام التَّعريفِ السَّاكِنَةِ، ثُمَّ حَرَّكُوا النَّالَ بالكسر، وأشبَعُوا الكَسرَةَ، فتولدت ياء، كما حُرِّكت ذالُ (ذا) بالفتح، وأشبع فتولدت ألفٌ.

  قال نجم الدين: وكل قريب من دعوى علم الغَيبِ.

  (السَّمَاوَات) منصُوبةٌ بـ (فَطَرَ)، لكنّ نصبه بالكسرة على التَّاءِ من باب جمع الْمُؤَنَّثِ السَّالم، نحو: المسلمات والزِّينَبات، ومُفردُهُ سَماءُ، قُلِبَت الهمزةُ فِي الجَمعَ واوا رَدًّا لَهَا إلى أصلِهَا، وزيد ألفٌ وتاء للجمع، وليس هذا الجمعُ في نحوِ سَماء بقياس، بل لا يجيء في أسماء الأجناس المؤَنَّثةِ الخالية من العلامة إلا سَماعاً كسَماوات، وشِمَالاتٍ وكَاسَاتٍ، فلا يُقالُ في شَمْسٍ شَمَسَات، ولا في دَلو