[الكلام على دعاء التوجه وإعرابه]
  كسرها، واسمُها (صَلاتي)، ولم يظهَرْ علَيهِ النَّصبُ لاشتغالِ مَحَلَّ الإعراب وهو التاء بالكَسَرَةِ التي تقتضيها ياءُ المُتكَلَّم، و (نُسُكِي) مَعطُوفٌ عَلَيْهِ، وحكمُهُما واحِدٌ، وياءُ المُتَكَلِّمِ فِيهِما سُمِعَت ساكِنَةٌ فقط، و (مَحْيَايَ) [ساكنةٌ] في قراءة نافع، مفتوحة في قِراءَةِ غَيرِهِ، والفَتحُ هو الوَجْهُ، و (مَمَاتِي) مَعطُوفٌ ثَالِثُ، وَيَاؤُهُ مفتوحة في قراءة نافع، ساكِنَةٌ في قراءةِ غَيرِهِ.
  وقوله: (الله) في موضع خَبر (إنَّ)، فمَحَلُّهُ الرَّفعُ، واللام الجارَّةُ فِيهِ مُتَعَلَّقَةٌ بِمَحذوفٍ كَما تَقَدَّمَ، وَفِيهِ ثَلاثُ لامات: لامُ الجَر، ولامُ التَّعْرِيفِ، واللام التي هي أوّلُ الاسم الدّاخِل عليهِ حَرفُ التّعريف.
  و (رَبِّ) صِفَةٌ مَجرورَةٌ جاريةٌ على اسم الله تعالى لمُجرَّدِ الثَّنَاءِ.
  و (العَالَمِينَ) مجرورٌ بإضافة (رَبِّ) إليه، وعلامةُ جَرِّهِ دخُولُ الياءِ، وهو جَمعُ عَالَم، والعالم اسمٌ لِذَوي العلم من الملائكةِ والثَّقَلَين.
  و (لا) في (لا شَريكَ لَهُ) هي (لا) التبرئة، وهي نص في استغراقِ النَّفي.
  و (شَرِيكَ) مَبْنِيٌّ على الفتح، وإِنَّما بُنِي لِتَضَمِّنِهِ (مِن) الاستغراقية، إذ التَّقديرُ: لا مِن شَرِيك، وبُنِي على حَرَكَةٍ تنبيها على أنَّ أصلَهُ الإعراب، وأنَّ البناء فيهِ عارض، وخُصَّ بالفَتحةِ طَلَبًا لِلتَّحْفِيفٌ.
  و (لَهُ) في موضع الخَبَرِ، وَتَحَلُّهُ الرَّفْعُ اتَّفَاقًا بينَ النُّحاةِ، وَاختَلَفُوا فِي رَافِعِهِ، فَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إلى أنَّ رافِعَهُ الابتداء الذي هو الأصلُ فِيهِ ولا أَثَرَ لـ (لا)