[الكلام على الفاتحة وإعرابها]
  وإِدْغَامُ المُشَدَّدِ فِيمَا بَعدَهُ خَطَةٌ بِالإجماع.
  قالَ ابنُ خالَوَيهِ: وأما ما رَوَاهُ اليزيدي عن أبي عمرو {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ}[آل عمران: ١٥٩]، {وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}[مريم: ٦٥]، ونحو ذلك، فكانَ ابْنُ مجاهد يُضَعْفُهُ لِرِدَاءتِهِ في العربيّة، ولأنَّ الرِّوايةَ الصَّحِيحَةَ عن أبي عمر و الإظْهَارُ، وهو رأسُ البَصرِيّينَ، ولَم يَكُن لِيُجمِعَ أهلُ البَصَرَةِ على شَيْءٍ وسَيِّدُهُم ضده، قال: وإن كَانَ الفَرَّاءُ يُجيزُ إدغامَ الرَاءِ في اللام، كما يُحِيزُ إدغام اللام في الرَاءِ.
  و {الرَّحْمَنِ} (فَعْلان) منَ رَحِمَ كَغَضبان وسَكَرَان مَنْ غَضِبَ وَسَكِرَ، وَكَذَلِكَ {الرَّحِيمِ ١} (فَعِيل) منه كَمَرِيضِ وَسَقِيمٍ من مَرِضَ وسَقِمَ، وفي {الرَّحْمَنِ} من المُبالَغَةِ ما لَيسَ في {الرَّحِيمِ ١} ولِذَلكَ قَالُوا: رَحمَنُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، ورَحِيمُ الدُّنْيَا. قال جار الله |: ويَقُولُونَ: إِنَّ الزِّيَادَةَ في البِنَاءِ لِزِيَادَةِ المَعنَى، قال: وهو من الصِّفاتِ الغَالَبَةِ كـ (الدَّبَرَانِ والعَيُّوق والصَّعِقَ)، لَم تُستعمل في غَيرِ اللهِ ø، كما أَنَّ اللَّهَ منَ الأَسماءِ الغالبة.