إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على الفاتحة وإعرابها]

صفحة 63 - الجزء 1

  والمجرُورُ الذِي هُوَ (الله)، وفِيهِ ثَلاثُ لامَاتِ، فاللامُ الأُولى المكسورة هي لام الجر، وهِيَ مُتعلَّقَةٌ بِمَحذُوف، واللامُ الثَّانيةُ السَّاكِنَةُ هي لامُ التَّعْرِيفِ، واللام الثَّالِثةُ المَفتُوحَةُ هي أوَّلُ الاسم الدَّاخِلِ عَليهِ حَرفُ التَّعْرِيفِ، وَهَل هِي عَينٌ وَالفَاءُ مَحذُوفَةٌ أو هي فَاءٌ؟ اختُلِفَ فِيهِ كَمَا تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ.

  وأصل {الْحَمْدُ} النَّصْبُ الذي هو قِراءَةُ بَعضهم بإضمار فِعْلِهِ على أَنَّهُ من المَصَادِرِ الَّتي تَنصِبُهَا العَرَبُ بِأَفعَالِ مُضمَرَةٍ فِي مَعنَى الإِخْبَارِ، كَقَولهِم: شُكرًا وَكُفْرًا وعَجَبًا، وما أشبه ذلك، والعَدلُ بها عن النَّصب إلى الرفع على الابتداءِ لِلدَّلالَةِ على ثباتِ المعنى واستقراره، ومِنْهُ قَولُهُ تعالى: {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ}⁣[هود: ٦٩]، رَفَعَ السَّلَامَ الثَّانِي لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، ~، حَيَّاهُم بِتَحِيَّةٍ أَحْسَنَ مِن تَحِيَّتِهِم؛ لأنَّ الرَّفعَ دَالّ على مَعنَى ثَبَاتِ السَّلام هُم دُونَ تَجَدُّدِهِ وحُدُوثِهِ، والمعنى: نَحمَدُ اللهَ حَمدًا، ولِذلِكَ قِيلَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}⁣[الفاتحة]؛ لأَنَّهُ بَيَانُ بِحَمدِهِم لَهُ، كَأَنَّهُ قِيلَ: كَيْفَ تَحمَدُونَ؟ فَقِيلَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}. هَكَذَا ذَكَرَهُ الزَّمخَشَرِيُّ في الكَشَّافِ.

  قالَ: والتعريفُ فِيهِ نَحوُ التَّعرِيفِ في: [الوافر]

  أَرْسَلَهَا العِرَاكَ ............ ... ....................................