إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على الفاتحة وإعرابها]

صفحة 64 - الجزء 1

  وهو تعريفُ الجنس، ومعناهُ الإشارةُ إلى ما يعرفه كلّ أحدٍ من أَنَّ الحَمدَ مَا هُوَ؟ والعِرَاكَ مَا هُوَ؟ من بين أجناس الأفعالِ. والاستغراقُ الَّذِي يَتَوهَّمُهُ كَثيرٌ من النَّاسِ وَهُمْ منهم. انتهى.

  واعلم أنَّ لامَ التَّعريفِ الحَرفِيّة قد تكونُ لِتَعريف الجنس، مثل: الرَّجُلُ خَيرٌ من المَرْأَةِ، ولا ستغرَاقِهِ، كَقَولِهِ تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا ١٥}⁣[المزمل]، بعد قوله: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}⁣[المزمل: ١٦]، أو ذهنيا، كقولك: ادخل السّوقَ، من ليس بينك وبينه تسوق معهود، ولا حظَّ للهمزة في إفادَةِ التَّعرِيفِ عند سيبويه، بل المقتضى لَهُ هي اللام وحدَهَا، والهَمَزَةُ لِلوَصلِ، فُتِحَتْ مَعَ أَنَّ أَصلَ هَمَزَاتِ الوَصلِ الكَسْرُ؛ لِكثرَةِ استعمال لام التَّعرِيفِ.

  وقالَ الخَلِيلُ: (أل) بِكَمالِهِ (أل) التَّعْرِيفِ، نحو: هَلْ.

  وذَكَرَ الْمُبَرَّدُ فِي كِتابِ الشَّافِي أَنَّ حَرَفَ التَّعْرِيفِ الهَمَزَةُ المَفْتُوحِةُ وَحدَهَا، وَإِنَّمَا ضم اللام إليها؛ لئلا يَشتَبَهَ التَّعريفُ بالاستفهام، ولِكُلِّ حَجَّةٌ لَيسَ هَذَا مَوضِعَ ذِكرِهَا.

  قال في الكشَّافِ: وَقَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ {الْحَمْدِ لِلَّهِ} بِكَسرِ الدَّالِ لاتباعِهَا اللام، وقَرأَ إبراهيم بن أبي عَبْلَةَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} بضم اللام لإتباعِهَا الدَّالَ.