[الكلام على الفاتحة وإعرابها]
  الإضَافَةُ حقيقيّةٌ، كقولك: مَولَى العَبِيدِ. وهَذَا هُوَ المَعنَى فِي {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ذَكَرَهُ جَارِ اللَّهِ العلامةُ فِي الكَشَّافِ.
  قال: ويجوز أن يَكونَ المَعنَى: مَلكَ الأُمُورَ يَومَ الدِّينِ، كَقَولِهِ: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ}[الأعراف: ٤٤]، {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ}[الأعراف: ٤٨]، والدليل عليه قراءة أبي حنيفة: {مَلَكَ يَومَ الدِّينِ}.
  قالَ نَجمُ الدِّين: وقِيلَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤} نكرة جرت على الله على وجه البدل والأوّل أولى. انتهى.
  فإن قيل: على هذا القول كيف يصح أن تُبدل النكرة من المعرفة؟
  [قلنا:] إذا استفيد من البَدَلِ ما لَيْسَ فِي المُبْدَلِ منه، كقوله تعالى: {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ١٢}[طه]، إذا لم يُجْعَل (طُوَى) اسم الوادي، بل كان مثل: حُطَم وخُتَعِ من الطي؛ لأنه قُدّس مرتين، فكأنه طُويَ بالتقديس.
  وكقول الشاعر: [البسيط]
  إنا وجدنا بني جلان كُلَّهُمُ ... كَسَاعِدِ الضَّبِّ لا طُولٍ وَلَا قِصَرِ