إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على الفاتحة وإعرابها]

صفحة 69 - الجزء 1

  أي: لا ذي طول ولا ذي قصر. وقوله: [الوافر]

  فَلا وَأَبِيكَ خَيرٍ مِنكَ ...... ... .................................

  البيت.

  ورجح نجم الدين ما ذهب إليه أبو علي قال: فإن لم تُفد النكرة إلا ما أفاد الأوّل لم يجز؛ لأنه يكون إبهاما بعد التفسير، نحو: بزيدٍ رَجُلٍ.

  فإن قيل: إنَّ الله سبحانه ملك الأملاك، وملك الدنيا والآخرة، فَلِمَ خَصَّ فقال: (مَلِكِ يَوم الدِّين)؟ قلنا: إنَّ الدنيا قد ملكها الله ø ويملكها غيره مجازا، لا على جهة الحقيقة، والآخرة لا يملكها إلا الله ø ولا ملك في ذلك اليوم غيره لا حقيقةً ولا مجازا فخص ذلك.

  وقد قيل: إنَّ الدنيا ملكها أربعة مؤمنان وكافران، فالمؤمنان: (سليمان) # و (ذو القرنين)، والكافران (نمرود) و (بخت نصر).

  فإذا فرغ العبد من حمد الله تعالى وتعظيمه أقبل على خطابه فقال:

  {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣[الفاتحة: ٥]، أي: لا نعبد غيرك لما عرفت أنه لا عظيم مثلك، ولا يدانيك، وهذا أعني العدول عن لفظ الغيبة إلى لفظ الخطاب، يسمى التفاتا عند علماء المعاني، مأخوذ من التفات الإنسان عن يمينه إلى شماله، وبالعكس، وهو أنواع: