إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على الفاتحة وإعرابها]

صفحة 70 - الجزء 1

  ١ - من المتكلم إلى الخطاب، مثل: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢٢}⁣[يس]، مكان ارجع.

  ٢ - وإلى الغيبة، مثل: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢}⁣[الكوثر]، مكان لنا.

  ٣ - ومن الخطاب إلى المتكلم، مثل قول الشاعر: [الطويل]

  طَحابِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَرُوبُ ... بُعَيدَ الشَّبابِ عَصر حَانَ مَشيبُ

  يُكَلِّفُنِي لَيلى وَقَد شَطَ وَلْيُها ... وَعادَت عَوادٍ بَيْنَنَا وَخُطُوبُ

  ففي قوله: (يُكَلِّفُنِي لَيلى) التفات من الخطاب في (طَحا بك) إلى المتكلم حيث لم [يقل:] يكلفك، وفاعل (يُكَلِّفُني) ضمير القلب، و (ليلى): مفعوله الثاني، أي: يُكَلِّفُنِي ذلك القلب (لَيْلَى)، ويطالبني وصلها، ويروى بالتاء الفوقانية على أنه مسند إلى ليلى، والمفعول محذوف، أي: شدائد فراقها، أو على أنه خطاب للقلب، ففيه التفات آخر من الغيبة إلى الخطاب.

  ٤ - وإلى الغيبة: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ}⁣[يونس: ٢٢]، مكان بكم.

  ٥ - ومن الغيبة إلى المتكلم، نحو: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا}⁣[فاطر: ٩]، مكان فَسَاقَهُ.

  ٦ - وإلى الخطاب، نحو: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤ إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣[الفاتحة: ٤ - ٥] مكان إيَّاه نعبد.

  وَوَجْهُ حُسْن الالتفات على الإطلاق أنَّ الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كان أحسن تطرية لنشاط السامع، وأكثر إيقاظا للإصغاء إليه. وقد تختص مواقعه بلطائف شواهد الوجه العام كما في هذا الالتفات الواقع في سورة الفاتحة، فإن العبد إذا