إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على الفاتحة وإعرابها]

صفحة 71 - الجزء 1

  ذكر الحقيق بالحمد عن قلب حاضر يجد من نفسه محركًا للإقبال عليه، وكلما أجرى عليه صفة من تلك الصفاتِ العظام قوي ذلك المحرك إلى أنْ يَؤُول الأمر إلى خاتمتها المفيدة، أنه مالك الأمر كله في يوم الجزاء، فحينئذ يوجب الإقبال عليه، والخطاب بتخصيصه بغاية الخضوع والاستعانة في المهمات. هكذا ذكرَ القَزْوِينِي في التلخيص تابعا لطريقة صاحب المفتاح، وطريقة صاحب الكشاف: هو أنه لما ذكر الحقيق بالحمد وأجرى عليه تلك الصفاتِ العظام تعلق العلم بمعلوم عظيم الشَّأن حقيق بالثناء والعبادة التي هي غاية الخضوع فالتفت إليه، وخُوطِبَ ذلك المعلومُ المتميز بتلك الصفات، فقيل: إياك يا من هذه صفاته نَخُصُّ بالعبادة والاستقامة؛ ليكون الخطاب أدل على أنّ العبادة له لأجل ذلك التميز الذي لا تحق العبادة إلا به؛ لأنَّ المخاطبَ أَدْخَلُ في التميز وأعرفُ فيه، فكأنَّ تعليق العبادة به تعليق بلفظ التميز ليشعر بالعلية.

  وقد اختلف النحاة في (إياك) وأخواته على أقوال:

  الأول: قول سيبويه والخليل والأخفش والمازني وأبي علي: إن الاسم