المضمر هو (إيَّا)، ثم اختلف هؤلاء، فقال سيبويه: ما يتصل به يُعَدُّ حرفًا يَدُلُّ على أحوال المرفوع إليه من التكلم والغيبة والخطاب لما كان (إيَّا) مشتركًا، كما هو مذهب البصريين في التاء التي بعد (أَنْ) في (أنت، وأنت، وأنتما، وأنتُم، وأنتن).

  وقال الخليل والأخفش والمازني: ما يتصل به أسماء أضيف (إيَّا) إليها؛ لقولهم: (فإيَّاهُ وإِيَّا الشَّوَابٌ)، وهو ضعيف؛ لأن الضمائر لا تضاف.

  القول الثاني للزجاج والسيرافي أن (إيَّا) اسم ظاهر مضاف إلى المضمرات. فإِنَّ إِيَّاك بمعنى نفسك. فعلى هذا المذهب يكون المضمر أربعة أنواع لا غير، فالمرفوع متصل ومُنفصل، والمنصوب والمجرور متصلان، والجر والضمير المجرور إمّا بحرف الجر، نحو: (به) و (لَهُ)، وإما بإضافة اسم إليه. والمنجر بالاسم إما أن ينجر باسم خاص وهو (إيَّا) فقط وإما باسم عام وهو سائر الأسماء الظاهرة نحو: ثوبه وغلامه وداره، ونحو ذلك ....