[الكلام على الفاتحة وإعرابها]
  القول الثالث: لقوم من الكوفيين وهو أنَّ إِيَّاكَ وإيَّاهُ وإِيَّايَ أسماء بكمالها، وهو ضعيف؛ إذ ليس في الأسماء الظاهرة والمضمرة كاف وهاء وياء.
  القول الرابع: لبعض الكوفيين وابن كيسان من البصريين أن الضمائر هي اللاحقة بـ (إيَّا)، و (إيَّا) دعامة لها لتصير بسببها منفصلةً.
  قال نجم الدين: وليس هذا القول ببعيد من الصواب، وإنَّما ساغ انفصال الضمير في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لأجل تقدّمه على عامله، إذ لو تأخَّرَ قلت: نعبدك، ولا يجوز نعبدُ إِيَّاكَ؛ لإمكان الاتصال حينئذ.
  وأما قوله: [الرجز]
  أتتكَ عَنْسٌ تَقْطَعُ الأَرَاكَا
  إِلَيْكَ حَتَّى بَلَغَتْ إِيَّاكَا
  فشاذ، والقياس حتى بَلَغَتْكَ بالاتصال، وفائدةُ التَّقديم قصد الاختصاص والحصر، كأنه قال: ما نَعبُدُ إلا إيَّاكَ. وقال ابن الحاجب: بل الفائدة قصد الاهتمام