إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على الفاتحة وإعرابها]

صفحة 73 - الجزء 1

  القول الثالث: لقوم من الكوفيين وهو أنَّ إِيَّاكَ وإيَّاهُ وإِيَّايَ أسماء بكمالها، وهو ضعيف؛ إذ ليس في الأسماء الظاهرة والمضمرة كاف وهاء وياء.

  القول الرابع: لبعض الكوفيين وابن كيسان من البصريين أن الضمائر هي اللاحقة بـ (إيَّا)، و (إيَّا) دعامة لها لتصير بسببها منفصلةً.

  قال نجم الدين: وليس هذا القول ببعيد من الصواب، وإنَّما ساغ انفصال الضمير في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لأجل تقدّمه على عامله، إذ لو تأخَّرَ قلت: نعبدك، ولا يجوز نعبدُ إِيَّاكَ؛ لإمكان الاتصال حينئذ.

  وأما قوله: [الرجز]

  أتتكَ عَنْسٌ تَقْطَعُ الأَرَاكَا

  إِلَيْكَ حَتَّى بَلَغَتْ إِيَّاكَا

  فشاذ، والقياس حتى بَلَغَتْكَ بالاتصال، وفائدةُ التَّقديم قصد الاختصاص والحصر، كأنه قال: ما نَعبُدُ إلا إيَّاكَ. وقال ابن الحاجب: بل الفائدة قصد الاهتمام