[الكلام على سورة الإخلاص وإعرابها]
  و {أَحَدٌ ١} بِمَعْنَى وَاحِد، والمعنَى أَنَّهُ واحِدٌ لا ثَانِيَ لَهُ يُشَارِكُهُ فِي الإلهية، أو واحِدٌ لا ثَانِيَ لَهُ يُشَارِكُهُ فِي كَيفية استحقاقِهِ الصَّفَاتِ، قَادِرُ لِذَاتِهِ، عَالَم لِذَاتِهِ، حَيٌّ لِذَاتِهِ، مَوجُودُ لذاته.
  وقال ابن الجوزي: وَاخْتُلِفَ فَقِيلَ: {أَحَدٌ ١} هَذَا مَعنَى وَاحد، ومِنهُم مَن فَرَّقَ بينَهُما.
  قالَ الخَطَّابي: الوَاحِدُ المُنفَردُ بالذَّاتِ فلا يُضاهِهِ أحد. الأحد: المُنفَردُ بالمَعنَى لا يُشارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ، حَكَى ذَا السَّيْدُ جَمَالُ الدِّينِ في التحرير. واعلَم أَنْ (أحدًا) يُستَعمَلُ مطرداً لعموم اللفظ، بعد نفي، أو نهي، أو استفهام، نحو: (مَا جَاءَنِي أَحَدٌ). وَيَلْزَمُهُ الإِفْرَادُ والتذكير، قال تعالى: {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}[الأحزاب: ٣٢]، وقد يُستغنى عن نفي ما قَبلَهُ بِنَفي ما بَعدَهُ إِن تَضَمَّنَ ضَمِيرَهُ، نحو قَولِكَ: إِن أَحَدًا إِلا يَقُولُ كَذَا، وَلَا يَقَعُ (أَحَدٌ) فِي إِيجَابِ يُرَادُ بِهِ العُمُومُ، فَلا يُقالُ: (لَقِيتُ أَحَدًا إِلا زَيْدًا)، خِلافًا لِلمُبَرِّدِ، وأمّا في إيجاب لا يُرَادُ بِهِ الْعُمُومُ فَجَائِزٌ وُقُوعُهُ فِيهِ، وأَكثرُ ما يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْأَعْدَادِ الْمَبَنِيَّةِ، نحو: (أَحَدَ عَشَرَ)، و (أحد وعشرون)، ومع الإضافة أيضًا، نحو: (أحدهم)، واستعماله فيما عدا ذلك من الموجب قليلٌ، نحو: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، أي: وَاحِدٌ.