[الكلام على سورة الإخلاص وإعرابها]
  وهمزةُ (أَحَدٍ) مُنقَلِبَةٌ عن وَاوِ مُطلَقًا، وأصلُهُ (وَحَدٌ)، وقال أبو علي: همزة (أَحَد) المستعمل في الموجب غير الموجب للاستغرَاقِ، نحو: (مَا جَاءَنِي أَحَدٌ)، أصليّة لا بَدل من الوَاوِ، وأَما المُستَعْمَلُ في الموجب، نحوَ قَولِهِ تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١} فَهِيَ بَدَل اتفاقًا.
  قالَ نَجْمُ الدِّينِ: كَأَنَّهُ لا لَمْ يُرَ فِي نَحوِ: (مَا جَاءَنِي أَحَدٌ) مَعنَى الوحدَةِ، ارتَكَبَ كون الهمزة أصلاً، قال: والأولى أن يَقُولَ هَمزتهُ فِي كُلِّ مَوضِع بَدَلٌ مِن الوَاوِ، ومَعنَى (مَا جَاءَنِي أَحَدٌ): مَا جَاءَنِي وَاحِدٌ، فَكَيْفَ مَا فَوقَهُ؟.
  قالَ فِي الكَشَّافِ: وَقَرَأَ عبدُ اللَّهِ وَأَبيُّ {هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بِغَيْرِ {قُلْ}، وفِي قِرَاءَةِ النَّبِيِّ ÷ [{اللَّهُ أَحَدٌ ١}] بغَير {قُلْ هُوَ}. وقال: مَن قَرَأَ {اللَّهُ أَحَدٌ ١} كَان يَعدلُ القرآنَ.
  وقَرَأَ الأَعْمَشُ {قُلْ هُوَ اللهُ الوَاحِدُ}، وَقُرِئَ {أَحَدُ ١ اللَّهُ} بِغَيْرِ تَنوِينِ، أَسقَطَ لملاقاتِهِ لامَ التعريف، ونحوه: [المتقارب]
  ........................ ... ولا ذَاكرَ اللهَ إلا قَلِيلا
  والجَيّدُ هُوَ التَّنوينُ، وَكَسْرُهُ لالتقاء السَّاكِنَين.