[الكلام على سورة الإخلاص وإعرابها]
  وقَولُهُ: (وَلَمْ يُولَدْ) وَضَفٌ لَهُ بِالقِدَم وَالأوْلِيَّةِ.
  وقَولُهُ: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) تَقرِيرٌ لِذَلِكَ وَبَثَّ لِلحُكُم بِهِ.
  ثُمَّ سَأَلَ صَاحِبُ الكَشَّافِ نَفْسَهُ فَقَالَ: لَم كَانَت هَذِهِ السُّورَةُ عِدْلَ القُرآنِ كُلِّهِ عَلَى قِصَرٍ مَتْنِهَا وَتَقَارُب طَرَفَيْهَا؟
  وأَجَابَ بِأَن قَالَ: قُلْتُ: لَأَمْرِ يُسَوِّدُ مَن يُسَوَّدُ، وَمَا ذَاكَ إِلا لاحتوائها على صِفاتِ اللَّهِ وَعَدْلِهِ وَتَوْحِيدِهِ، وَكَفَى دَلِيلاً مَنِ اعْتَرَفَ بِفَضلِهَا وَصَدِّقَ بِقَولِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ فيها: أَنْ عِلمَ التَّوحِيدِ مِنَ اللهِ بِمَكانٍ، وَكَيفَ لا يَكُونُ ذَلِكَ وَالعِلَمُ تَابِعٌ لِلمَعلُومَ: يَشْرُفُ بِشَرَفِهِ، وَيَتَّضِعُ بِضَعَتِهِ، وَمَعلُومُ هَذَا العِلم هُوَ اللَّهُ وَصِفَاتُهُ، وَمَا يَجُوزُ عَلَيْهِ، وَمَا لا يَجوزُ، فَمَا ظَنُّكَ بشَرَفِ مَنزلَتِهِ وَجَلالَةِ مَحَلَّهِ، وَإِنَافَتِهِ عَلَى كُلِّ عِلْمٍ، وَاسْتِيلائِهِ عَلَى قَصَب السَّبَقِ دُونَهُ، وَمَن ازْدَرَاهُ فَلِضَعفِ عِلْمِهِ بِمَعلُومِهِ، وَقِلَّةٍ تَعظِيمِهِ لَهُ، وَخُلُوهِ مِن خَشْيَتِهِ، وَبُعدِهِ مِن النَّظَرِ لِعَاقِبَتِهِ. اللهُمَّ احْشَرْنَا فِي زُمْرَةِ العَالِمِينَ [بَكَ، العَامِلِينَ] لَكَ، القَائِلِينَ بِعَدلِكَ وَتَوحِيدِكَ، الْخَائِفِينَ مِنْ وَعِيدِكَ. هَذَا كُلُّهُ كَلامُ صَاحِبِ الكَشَّافِ، رَحمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ.