[الكلام على قعود التشهد وإعراب أذكاره]
[الكَلامُ عَلَى قُعُودِ التَّشَهُدِ وَإِعْرَابُ أَذْكَارِهِ]
  ثُمَّ إِذَا أَرَادَ القُعُودَ لِلتَّشَهُدَين نَوَى امْتثَالَ المَشرُوع عن النُّطْقِ بهما في تِلكَ الحَالِ، وأَرَادَ بِقَولِهِ: (بِاسْم اللهِ) و (باللهِ) أَنَّهُ أتى بِمَا فَعَلَ مِنَ الصَّلاةِ مُستَعِينًا بِذِكرِ اسمِ اللَّهِ، وَبِإِعَانَةِ اللَّهِ فَحَرَفُ الجَرَّ فِي المَوضِعَينِ مُتَعَلَّقٌ بِمَا هُوَ فِي حُكَمِ الْمَوَجُودِ كَمَا مر.
  ولَفظُ (اللهِ) مَجرُورٌ فِي الأَوَّلِ بالإضافَةِ، وفي الثاني بحَرفِ، والوَاوُ حَرْفُ نَسَقِ.
  ثُمَّ يَقُولُ: (وَالحَمدُ للهِ) على ذلك، وهُوَ مبتدأ وخَبَرٌ، والظاهر أَنّ الوَاوَ فِيهِ اعتراضية، والله أعلم.
  ثُمَّ يَقُولُ: (والأسماء الحسنَى) الجامعةُ لِصفَاتِ الكمال، ويُريدُ بها التسعةَ والتسعين، وغيرها من صفاتِ التَّعظِيم.
  قيل: وذلكَ تَتِمّةٌ لِلتَّحْمِيدِ، كلّها مُستَحقَّةٌ الله. قال الإمام المهدي: فيقصد بقوله: وَالحَمدُ لله، والأسماء الحسنى كلّها الله، والثّناء الحَسَن، والوصف الجميل الذي تضمنته الأسماء الحسنى كلها مُختصة بِمَن أُدِّيَت لَهُ هَذِهِ العِبادَةُ، انتَهَى.
  فقَولُهُ: (والأسماءُ) مَرفُوعٌ بِالابْتِدَاءِ، وَالْوَاوُ فِيهِ عَاطِفَةٌ، وَهُوَ جَمعُ اسمٍ، فَهَمَزَتُهُ الأخيرَةُ مُنقَلبَةٌ عن وَاوِ على أصل البَصرِيِّينَ.
  و (الحُسَنَى) صِفَةٌ للأَسْمَاءِ مَرْفُوعَةٌ تَقَدِيرًا؛ لِكُونِ آخِرها ألفًا لا يَقبَلُ الحَرَكَةَ كما تقدَّمَ، وهُوَ اسْمُ تَفضِيل مُستَعَمَلٌ بِالْأَلِفِ واللام مثل الفُضَلَى.
  وقَولُهُ: (كَلَّها اللَّهِ) مُبتدأ وخَبَرٌ، وَقَعَا خَبَرًا عَنَ الأَسماءِ الحَسَنَى، (وكلُّها) تأكِيدٌ للأسماء الحسنى، والخَبَرُ قَولُهُ: (للهِ) فَقَط.