[بعض صفات أصحاب النبي ÷]
  مِنَ العَرَانِينِ مِمَّنْ هَاجَرُوا نَفَرٌ ... عَنِ المَنَازِلِ والأَوْطَانِ قَد نَفرُوا
  العرانين: جمع عرنين وهو السيد الشريف، و (نفروا) أي ذهبوا وخرجوا للهجرة، والمراد في هذا البيت المهاجرون من مكة إلى المدينة، وتركهم لأوطانهم ومنازلهم وأموالهم وممتلكاتهم.
  فَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ ذَا النَّفْرِ أَثْقَلَهُ
  مَا كَانَ أَرْجَحَهُمْ فِيهِ وَأَكْمَلَهُ
  مَا كَانَ أَعْدَلَهُ فِيهِمْ وَأَجْمَلَهُ
  ثُمَّ الأُلَى أَحْسَنُوا إِيوَائَهُ وَلَهُ ... عِنِ المَنَازِلِ والأَوطَانِ مَا حَجَرُوا
  لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَنْهُمْ بِمُنْصَرِفٍ
  وَلَا لِغَيرِهِمُ مَنَّاً بِمُعْتَرِفٍ
  أَقَامَ فِيهِمْ فَحَلُّوا فِي سَمَا شَرَفٍ
  نَزِيلُهُمْ أَنْزَلُوهُ فِي عُلَا غُرَفٍ ... لَكِنْ مَنَازِلُ مَنْ قَدْ نَازَلُوا حُفَرُ
  النزيل: الضيف الوافد، ونازلوا: من المنازلة وهي المقاتلة.
  فضيفهم أنزلوه أعلى الغرف، ومنازلهم أنزلوه الحفر.
  وفي هذه الأبيات: ذكر الأنصار وهم أهل الدار والإيواء والنصرة، وأنهم لم يحجروهم ولم يمنعوهم عن المنازل والأوطان، بل قاسموهم وشاطروهم منازلهم وأراضيهم، فكان الرجل من الأنصار الذي له بيت يقسمه، والذي له بيتان يخرج من أحدهما، والذي له زوجتان يطلق إحداهما ليتزوجها المهاجر، وآثروا المهاجرين على أنفسهم في أشياء كثيرة