[معجزة الإسراء والمعراج]
  ومررت عليها، ففزع فلان» فقيل له: يا فلان ما رأيت؟.
  فقال: ما رأيت شيئاً، إلا أن الإبل نفرت، وقالوا له: أخبرنا متى تأتينا؟.
  قال: «تأتيكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل أورق عليه غرارتان، إحداهما: سوداء، والأخرى: بيضاء»، قالوا: أي ساعة؟.
  قال: «ما أدري أطلوع الشمس من هاهنا أسرع، أو طلوع العير من هاهنا؟»، فلما كان ذلك اليوم بعثوا رجلاً من هاهنا، ورجلاً من هاهنا، فقال رجل: هذه الشمس قد طلعت، وقال الآخر: هذه عيركم قد طلعت.
  وقال أيضاً ÷: «مررت بالعير فوجدت أربابها نياماً، ولهم إناء فيه ماء، وقد عطوا عليه فكشفت غطاءه وشربت ما فيه، ثم رددت الغطاء كما كان»، وإن القوم لما وردوا سُئِلُوا عن الإناء وحاله، فكان الأمر ما قال ÷.
  وروي أن المشركين لما سمعوا ذلك أنكروه، وقالوا له: صف لنا بيت المقدس، فوصفه ÷ لهم، وقال: «جعل المسجد بحذائي، حتى وصفته» وهذه قصة مشهورة، ولشهرتها ذكرها الله ø في كتابه.
  أَحَلَّهُ اللهُ فِي مَسْرَاهُ أَيَّ مَحَلّ
  أَوَحْى إِلَيهِ ادُنْ مِنْ مَوْلَاكَ ø
  وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ هَذَا المَقَامَ وَصَلْ
  لَقَدْ رَأَى ثَمَّ مِنْ آيَاتِ خَالِقِهِ الْـ ... ـكُبْرَى وَمَا زَاغَ فِيمَا شَاهَدَ البَصَرُ