القول الأزهر شرح وسيلة الإمام المطهر في مدح وخصائص سيد البشر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[فضائل المدينة المنورة]

صفحة 95 - الجزء 1

[فضائل المدينة المنورة]

  كَفَى العِدَى وَبِهِ رَيْبُ الزَّمَانِ كُفِي

  فَكُلُّ رَبْعٍ لِأَرْبَابِ العِنَادِ عُفِي

  وَكُلُّ جِسْمٍ سَقِيمٍ فِي حِمَاهُ شُفِي

  وَطَابَ فِي طَيْبَةَ السُّكْنَى بِهِ وَنُفِي ... عَنْهَا التَّخَبُّثُ والأَوْبَاءُ والقَذَرُ

  نفي الخبث: لقوله ÷ «إن المدينة كالكير تخرج الخبث»، وفي رواية «إنها طيبة تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الفضة».

  وقد كانت المدينة مشهورة بوبائها في الجاهلية، فلما قدمها النبي ÷ وهي أوبأ أرض الله من الحمى، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم، فجلس رسول الله ÷ على المنبر ثم رفع يده ودعا الله وقال: «اللهم انقل عنا الوباء»، فلما أصبح قال ÷ «أتيت هذه الليلة بالحمى فإذا بعجوز سوداء ملببة في يدي الذي جاء بها، فقال: هذه الحمى فما ترى فيها؟ فقلت: اجعلوها بخم».

  وَلَمْ يَكُنْ لِلَّذِي فِيهِ التَّأَنُّقُ عَنّ

  طَابَتْ وَطَابَ بِهَا لِلنَّازِلِينَ وَطَنْ

  أُقِيمَ فِيهَا مَقَامُ لِلْعَنَاءِ جُنَنْ

  وَطَابَ مَا بَينَ جَنْبَيْهَا وَأَذْهَبَ عَنْ ... صُدُورِ أَوْسِهِمُ والخَزْرِجِ الوَحَرُ

  جنبيها: أي جبليها، كما روي عن النبي ÷ أنه قال