القول الأزهر شرح وسيلة الإمام المطهر في مدح وخصائص سيد البشر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[بعض الشمائل والآداب المحمدية]

صفحة 98 - الجزء 1

  وأما إذا جاءه السائل فتراه ÷ مستحيياً، أشد حياء من البكر، لمن جاء يسأله، فهو لا يحب أن يرى أثر الحاجة على وجه أحد، فيسارع بإعطاء المحتاج حاجته، وهو يعتذر عن التأخر، أو قلة الواصل إليه.

  كَمْ قَدْ أَثَابَ وَأَمْسَى حِلْفَ مَسْغَبَةٍ

  طَوَى الحَشَا بِالطِّوَا مِنْ غَيرِ مَتْرَبَةٍ

  مَا قَالَ إَلَّا نَعَمْ فِي كُلِّ مَطْلَبَةٍ

  مَا قَالَ: لَا، قَطُّ إلِّا فِي مُقرِّبَةٍ ... لَوْلَاهُ قِيلَ عَلَى لَا لَيسَ يَقْتَدِرُ

  أثاب: أي أعطى ما معه، وأمسى مصاحباً للجوع.

  وفي البيت إشارة إلى أن النبي ÷ لم يكن ينطق ولا يتفوه بكلمة النفي وهي لا، إلا في عبادة كالتشهد ونحوه، كما روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لم يسأل رسول الله شيئاً قط، فقال: لا.

  هَيْهَاتَ إِنَّ بِهِ كُلُّ الأَنَامِ تَزِنْ

  وَبِالكَمَالِ لَهُ رَبُّ العِبَادِ أَذِنْ

  بِهِ المُؤَمَّلُ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ أَمِنْ

  لَمْ يَنْتَصِفْ مِنْ مُسِيءٍ وَاسْتَعَدَّ لِإِنْـ ... ـصَافٍ وَحَاشَاهُ لَمْ يَذْهَبْ بِهِ الشَّرَرُ

  في البيت توضيح لعفوه عن من ظلمه وأساء إليه، واستعداده لإنصاف من ادعى مظلمة أو حقاً عند النبي ÷، فالشرر وهو الغضب لم يمل به إلى الإنتقام.