رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وصية الإمام # للمضربات عن الزواج أو من لم يبق لهن زوج]

صفحة 109 - الجزء 1

[وصيةُ الإمام # للمُضْرِباتِ عن الزواجِ أو من لم يبقَ لّهُنَّ زوجٌ]

  وأما مَنْ أَضْرَبَتْ عنِ الزواجِ، أو لم يَبْقَ لها زوجٌ فإنَّ لها بذلك مَزِّيةً، لأن مِنْ جداتِّها - رضوانُ الله عليهنَّ - مَنْ رَغِبْنَ عن الأزواجِ لِشَرَفِ نفوسِهِنَّ، وعُلُّوِّ هِمَمِهِنَّ فَتَفَرَغْنَ لعبادةِ الله سبحانه، وظَهَرَ صِيتُهُنَّ، وعلا شَرَفُهُنَّ، فَكُنَّ بحيثُ تُضْرَبُ بِهِنَّ الأَمثالُ كرَّيَانةَ بنتِ أبي هاشمٍ⁣(⁣١) الفاضلةِ العالمةِ العاملةِ - رضوانُ الله عليها -، وكذلك بنتُ أَخيها حمزةَ بنِ أبي هاشمٍ - سلامُ الله عليه - تسمى زينة⁣(⁣٢)، وهي التي ظهرتْ بَرَكَتُهَا حتى التزمَ الناسُ لها البُّرَّ في


(١) هي الشريفة الكاملة، والسيدة الفاضلة ريانة بنت أبي هاشم النفس الزكية الحسن بن عبدالرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ­.

(٢) هي الشريفة العظيمة، والسيدة الكريمة: زينة بنت حمزة بن أبي هاشم النفس الزكية الحسن بن عبدالرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $ ذكر الإمام # في هذه الرسالة المباركة من أحوالها وخصائصها ما يكفي ويشفي، ولتمام هذه الفائدة نذكر ما قال الإمام المنصور بالله # في الشافي [٢/ ١٣٢]: «زينة الشريفة الفاضلة، التي انتشر فضلها في مخاليف اليمن، وضربت بها الأمثال، وظهرت آيات بركتها في الآفاق، ورأيت كتاب وصيتها فعددت ولاتها من خدامها والمتخدمين لله ø لها من فضلاء المسلمين فعددت أربعين والياً على أربعين مخلافاً، ومخاليف اليمن ثمانون مخلافاً كما تعلم إن كنت تعلم، وقامت في أمور الدين بكثير من مدارس ومصالح وجبر عائل، وبسط نائل، وكانت من أهل العلم والمعرفة - رضوان الله عليها -»، انتهى كلامه #.