[وصية الإمام # للمضربات عن الزواج أو من لم يبق لهن زوج]
  أقربَ الذاكرينَ عهداً بالله(١)، ولا يَظهرْ منهنَّ السَّبُّ(٢)، فإنْ وَقَعَ إليهنَّ صَبَرْنَ وحَلُمْنَ وعفوْنَ(٣)، ولا يُبْدِيْنَ زينتَهُنَّ
= السلق: الصياح، والخرق: خرق الجيب، والحلق: حلق الشعر، وفيه أيضاً: «أن النبي ÷ نهى عن النوح»، وروى الإمام الهادي # في الأحكام [١/ ١٥٠] عنه ÷ أنه قال: «صوتان معلونان فاجران في الدنيا والآخرة، صوت عند مصيبة وشق جيب وخمش وجه ورنة شيطان، وصوت عند نعمة صوت لهو ومزامير شيطان»، ورواه الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في البلاغ الناهي عن الغناء وآلات الملاهي.
(١) قال تعالى: {وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ}[الأحزاب: ٣٥]، وقال عز اسمه {فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ ١٥٢}[البقرة]، وروى المرادي في الذكر، والقرشي في شمس الأخبار [١/ ٣١٨] عن رسول الله ÷: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم، قالوا: ما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله»، ورواه الترمذي، وابن ماجه، والحاكم عن أبي الدرداء ¦ وصححه السيوطي [٢/ ١٧٣]، وفي الذكر للمرادي، وشمس الأخبار للقرشي [١/ ٣١٩] عن النبي ÷ أنه قال: «يقول الله تبارك وتعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين»، وعلى الجملة فذكر الله تعالى من أعظم القربات، وأبلغ الطاعات، وأكبر الحسنات.
(٢) لقوله ÷: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن حبان، والحاكم عن ابن مسعود - رضوان الله تعالى عليه - وصححه السيوطي في الجامع الصغير [٢/ ٤٦٤].
(٣) ولله السيد الإمام صارم الدين إبراهيم الوزير # حيث يقول في بسامته الرائعة:
والصبر شيمة أهل البيت إن ظلموا ... وهل يكون كريماً غير مصطبر