رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

تقديم للإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي #

صفحة 24 - الجزء 1

  والوارد فيهم عن الله سبحانه وعلى لسان رسوله ÷ على أعظم البيان وأبلغ البرهان، وأعظمه وأبلغه، لإمام المتقين، أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وأخي سيد المرسلين عليهم صلوات رب العالمين، وهو ما لا يُسْتَطَاعُ حَصْرُه، ولا يطاق إحصاؤه وذكره، فما زال إمام المرسلين وخاتم النبيين - À وسلامه - يبيّن للأمة مقامَه في كل مقام، ويقرر لهم حجته عند الله تعالى وعند رسوله من ابتداء الدعوة النبوية إلى آخر الأيام، فأما المقامات العظام التي خطب بها الرسول ÷ لإبلاغ الحجة أهل الإسلام، فإن أكثرها من أعلام نبوة سيد الأنام، ومعجزاته المخبرة بالغيوب على مرور الأعوام.

  وما أوجب التقديم لذلك، والاهتمام بما هنالك - إلا أنها كثرت في هذه الأعصار الضلالات، وانتشرت كل الانتشار الجهالات، وصار يدّعي اتِّبَاعَ الحقِّ والدليل، ويموّه على الرَّعاع من الأتباع بالوقوفِ على منهاجِ السنة ورفض التقليد؛ ليصدّهم عن السبيل - مَنْ ليس من ذلك القبيل، بل هو رافض للحجج النيِّرة، مفرّق لعمى بصره بين ما جمع الله تعالى على لسان رسوله ÷ في الآيات المتكاثرة، والأخبار المتواترة - مِنَ الكتاب والسنة والعترة المطهرة، واقف في حومة الدعوى، داع إلى تقليد أرباب الزيغ بمجرد الأهواء {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ ٨ ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن