تقديم للإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي #
  سَبِيلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ ٩}، ووقعت شبههم هذه الباطلة، وتأثرت محالاتهم المضمَحِلَّةُ الماحلة في قلوب كثير ممن لا ثبوت لأفهامهم في مجال العلوم، ولا رسوخ لأقدامهم في مقام المنطوق والمفهوم، ولا اطّلاع لهم على الحقائق، ولا تمييز بالنظر الصحيح بين مخالف وموافق،
  ومن لا يَتَّقِ الضَّحْضاحَ زَلَّتْ ... به قَدَماهُ في البَحْرِ العَمِيْقِ
  وصار الحال كما قال:
  أتاني هواها قبل أن أعرِفَ الهوى ... فصادَفَ قَلْباً فارِغاً فَتَمَكَّنا
  وأكّدَ هذا أن مؤلّفاتِ المخالفين منشورة، قد امتلأَتْ بها جوانب المعمورة، وأسفارَ الهداة من سفن النجاة عن الانتشار محصورة ومهجورة، حتى صار الذين لا هوى لهم في مجانبة الحق، يطّلعون على نُقُولاتِ الباطل المختلق، ولا يهتدون إلى أقوال أئمتهم، وردود أعلام ملَّتِهم، ويرون الروايات عن الرواة، فلا يفرّقون بين مُعَدَّل ومجروح، ومقبول ومطروح، ولا يعرفون من هو في حزب المضلين الغواة، ومن هو في حزب المهتدين الهداة، مع سفن النجاة.
  وإن من العجائب - وما عشتَ أراكَ الدهر عجباً - أن أناساً من رؤساء هؤلاء الفريق، صاروا يموهون على الأغمار، بأن العترة