رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

ترجمة المؤلف #

صفحة 36 - الجزء 1

ترجمة المؤلف #

  إن الترجمة لأفذاذ الرجال، وجهابذة أهل الكمال، وعباقرة العظماء، وفحول العلماء - ليس بالشيء اليسير الهيّن، أو الأمر البسيط، أما إذا كانت الترجمة لأحدٍ من آل الرسول، وأسباط الوصي والبتول، سادات ونجوم الأرض، من طولها والعرض، على رغم أُنوف أُولي النصب والرفض، حججِ الله تعالى على الأنام، وعترة سيد بني الدنيا والأيام، فالأمر أشدّ صعوبة، لما يلزم الباحث من استيفاءِ حقوقِهِم، وشرحِ أحوالِهم، بعناية فائقة، ودقّة كبيرة؛ لأنهم $ أحد الثقلين الذين أمر الرسول ÷ بالتمسك بهم، وجعل الهداية عندهم، والحق في أيديهم، والضلالة في مخالفتهم، والباطل في مجانبتهم، وكذلك يلزم الباحث تتبعَ ما قام به أهلُ البيتِ $ من بذل النفس والنفيس لإخراج البشرية من سرادق الجهل، إلى نور المعرفة والعلم، ومن عمايات الغواية إلى أنوار الهداية، ومن الاستعباد والذلّ تحت وطأة وقهر أهل الظلم والطغيان إلى حياة العزِّ والحرية والأمن والأمان، من تشبيه الله تعالى وتجويره وإضافة القبائح إليه، وهي التي يتنزَّه منها أهل الفساد أن تُضَاف إليهم، وتكذيبه في وعده ووعيده، إلى معرفة الله تعالى وتنزيهه، وتوحيده في ذاته، وتعديله في أفعاله، وتصديقه في أقواله، وهذه العقيدة هي دين الإسلام،