ترجمة المؤلف #
  وما فعله ملوك الدولتين الطاغيتين مع العترة المطهرة، وما ساعدهم به علماء السوء، وفقهاء الضلال من اتباع أهوائهم على كل حال، ورفض أهل بيت نبيهم، وطرح ما يدينون به من دين ربهم، حتى غيَّروا معالم دين الله تعالى، وافتروا على الله تعالى، ورسوله ÷؛ لترويج ما يهوونه من الصد عن سبيل الله تعالى في الأفعال والأقوال، كل ذلك معارضة للآل، ومخالفة لما أمرهم به في شأنهم ذو الجلال.
  وقد قصد ملوك السفيانية والمروانية والعباسية استئصال السلالة النبوية، وإبادة الذرّية العلوية، وإزالتهم عن وجه البسيطة بالكليّة، وأبلغوا مجهودهم في طَمِّ منارهم، وطمس أنوارهم، فأبى الله تعالى لهم ذلك، وغلبهم على ما هنالك، كيف وهم قرناء الكتاب، والحجة على ذوي الألباب، والسفينة المنجية من العذاب، والثقل الأصغر الذين خلفهم الرسول مع الثقل الأكبر في الأرض، ولن يفترقا إلى يوم العرض، {يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٣٢}.
  وتهافت في أثر الملوك الجبّارين، والعلماء المضلّين الذين حذّر عنهم سيد المرسلين - الأتباعُ من العوام، والهمجُ الرَّعَاع من الطغام، أتباع كل ناعق، وسيقة كل سائق، وركضوا في ميادين الدول، كما وصفهم الله ø، {إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ