رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كيف تصلي المرأة]

صفحة 81 - الجزء 1

  الأخرى والركوعُ الآخِرُ، فإذا تشهدتِ التشهدَ الأخيرَ سلمتْ سلاماً خفيفاً لا تبالغْ فيه بالالتفاتِ كما يفعلُ الرجلُ⁣(⁣١).

  فإذا انقضتْ صلاتُها استُحبَ إنْ كانتْ لها مسبحةٌ سبحتْ وإلا فبأصابِعِها فاستعمالُهُنَّ في حقِ الله تعالى من جملةِ العبادةِ⁣(⁣٢).


(١) وهذا مذهب الإمام المنصور بالله # والمقرر للمذهب الشريف أنه يجب عليها أن تلتفت كالرجل وإلا بطلت. انظر شرح الأزهار [١/ ٢٥٨].

(٢) روى الديلمي في مسند الفردوس عن أمير المؤمنين # مرفوعاً «نعم المذكِّر السِّبْحة» ذكره السيوطي في رسالته المسماة المنحة في السبحة [الحاوي ١/ ١٤١]، وذكر فيها الآثار الواردة في هذا الشأن عن الصحابة والتابعين من تسبيحهم بالنوى والحصى وخيوط معقود فيها كسعد بن أبي وقاص، وأبي صفية مولى النبي ÷ وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة أنهم كانوا يسبّحون بالحصى أو النوى، وذكر عن طبقات ابن سعد عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب $ أنها كانت تسبّح بخيط معقود فيه، وكذلك كان أبو هريرة، وقال: وكان لأبي مسلم الخولاني - رحمة الله عليه - سبحة، اهـ وكفى في الدلالة على ذلك ما رواه إمام الأئمة زيد بن علي @ في مجموعه الشريف [١٥٧] عن أبيه عن جده عن علي $ (أن النبي ÷ دخل على بعض أزواجه، وعندها نوى العجوة تسبّح به، فقال ÷: «ما هذا؟» فقالت: أسبّح عدد هذا كل يوم. فقال ÷: «لقد قلت في مقامي هذا أكثر من كل شيء سبّحت به في أيامك كلها»، قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: «قلت: سبحانك اللهم عدد ما أحصى كتابك، وسبحانك زنة عرشك، ومنتهى رضى نفسك» وقال السيوطي في رسالته المذكورة: وأخرج الترمذي والحاكم والطبراني عن صفية قالت: دخل عليَّ رسول الله ÷ وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبّح بهن، فقال: ما هذا يا بنت حيي؟ قلت: أسبح بهن. قال: قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء. صحيح. اهـ وقال ÷: «عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، واعقدن بالأنامل، فإنه مسئولات مُسْتَنْطَقَات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة»، رواه الترمذي والحاكم عن يسيرة، وصححه =