منهج المستوى الأول الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(1) إبراهيم وإسماعيل @ والهجرة إلى مكة

صفحة 63 - الجزء 1

(١) إبراهيم وإسماعيل @ والهجرة إلى مكة⁣(⁣١)

  خرج إبراهيم نبي الله تعالى ÷ من بلده ومولده، وهي تسمى (حران والجزيرة)⁣(⁣٢) - إلى العراق، داعيًا إلى الله تعالى وإلى توحيده فلم يجيبوه، ثم بعد هجرته ومصيره ببيت المقدس خرج إلى أرض مصر داعيًا إلى الله تعالى، ثم بعد ذلك رزقه الله تعالى من هاجر ابنه إسماعيل #.

  ثم إن الله تعالى أمر إبراهيم # بإخراج هاجر وابنها إسماعيل إلى مكة، وهي يومئذ وادٍ لا زرع فيه، كما قال الله تعالى حاكيًا عن إبراهيم #: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ..} الآية [إبراهيم ٣٧]. وكان بمكة قوم من اليمن من (جرهم)⁣(⁣٣)، فأمر نبي الله إبراهيمُ ابنَه إسماعيلَ أن يتزوج منهم امرأة، فوهبه الله تعالى أولادًا وكثرت ذريته بمكة، وبنى إبراهيم وإسماعيل - عليهما وآلهما الصلاة والسلام - الكعبة، قال الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ١٢٧ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ١٢٨ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١٢٩}⁣[البقرة].

  فسكن أولاد إسماعيل # في مكة وحواليها وفي بواديها، وانتشروا في الحجاز، فلم يزالوا كذلك آلاف السنين حتى أخرج الله تعالى منهم في مكة محمدًا النبي ÷ كما قال الله تعالى في الآية الماضية {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ


(١) انظر المصابيح في التفسير والهجرة والوصية لمحمد بن القاسم بن إبراهيم $.

(٢) الجزيرة: بين العراق وسوريا.

(٣) جرهم: قبيلة من اليمن سكنت مكة، أفاده المسعودي وابن هشام في سيرته.