(7) حالة الناس قبل الإسلام
(٧) حالة الناس قبل الإسلام
  كانت العرب قبل الإسلام في ضلال عظيم، يعبدون الأصنام والأوثان حتى أنه كان فوق الكعبة وداخلها وحولها ثلاثمائة وستون صنمًا، وكذلك باقي بلاد العرب كان فيها أصنام يعبدونها، قال تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ٢٣}[نوح]، هذه أسماء أصنام كان يعبدها قوم نوح، ثم عبدتها العرب من بعدهم، فأما وَدٌّ فكان في دومة الجندل والباقي كانت في اليمن، فأما سُوَاع فكان في جوف همدان، وأما يَعُوق فكان في خَيْوَان، وأما يَغُوث فكان في حِمْيَر، وأما نَسْر فكان في مُرَاد من مذحج، وكان لكل قبيلة من قبائل العرب صنم تعبده. وكانوا يتعاملون بالربا ويأكلون الميتة والدم، ويقولون: إن الملائكة بنات الله، وينكرون البعث والحساب والجنة والنار(١).
  وكانت العرب قبائل متناحرة فكانوا يغير بعضهم على بعض، فيقتل الرجال ويسبى النساء والولدان ويغنم الأموال، فكانت بلاد العرب في خوف إلا قريشًا فإنهم آمنون حيثما كانوا؛ لأن العرب كانوا يعظمون أهل الحرم المحرم، كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}[العنكبوت ٦٧].
  وكانوا يظلمون النساء والأيتام فربما يدفنون بناتهم أحياء كما قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ٥٨ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ}[النحل]، وكانوا لا يورثون النساء ولا الصغير وإن كان ذكرًا، وكانوا يأكلون أموال اليتامى، وكانوا يقولون: لا يعطى إلا من قاتل على ظهور الخيل وحاز الغنيمة.
  وكان دين إبراهيم وإسماعيل @ قد انطمس ولم يبق إلا ظواهر لا علاقة لها بالدين، وكانوا يطوفون بالبيت وهم عراة.
(١) هذا بناء على غالبيتهم.