أسئلة ومواضيع خاصة بالنساء،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

واجب المرأة تجاه طبيعتها

صفحة 68 - الجزء 1

واجب المرأة تجاه طبيعتها

  لا نقول: إنه يجب على المرأة أن تتخلى عن طبيعتها، فإن ذلك غير داخل تحت استطاعتها، ولا يمكنها التخلي عنها أبداً، ولكن نقول: إن الواجب عليها اَنْ تحارب طبيعَتَها وتجاهِدَهَا وتنهى نفسَهَا عن مطاوعةِ الطبيعةِ، وتحاول المرأة أن تسيطر على لسانها وتمنَعَهُ من الشكاية من المكر والكيد والأذى والكذب والبهتان.

  وقد جاء في الحديث أن النبي ÷ ضمن الجنةَ لِمَنْ حفظَ ما بين لِحْيَيْهِ وما بين رجليه، يعني: اللسان والفرج (مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّ اثْنِيْنِ وَلِجَ الْجَنَّةَ، مَا بَيْنَ لِحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ)، وفي حديث «وَهَلْ يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم». ولتعلم المرأة أَنَّ للمؤمن والمؤمنةِ حرمةً عند الله عظيمةً لا يجوز انتهاكُهَا، وفي الأثر المروي «لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من انتهاك حرمة مسلم».

  وقد قال ÷ في حديث مشهور: «المسلمُ مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده».

  ولتعلم المرأة أن عند كل مكلف أو مكلفة ملائكةً يكتبون كلَّ كلمةٍ تخرج من لسان الرجل أو المرأة، قال سبحانه وتعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨}⁣[ق]، وقال سبحانه {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ١٠ كِرَامًا كَاتِبِينَ ١١ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ١٢}⁣[الانفطار].