أسئلة ومواضيع خاصة بالنساء،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التبذير

صفحة 89 - الجزء 1

التبذير

  المرأة مسؤولة حيثما كانت في بيت زوجها أو في بيت أهلها عما تحت يدها من حاجات البيت، ولتعلم أن كل ما تحت يدها أمانة، فلتنظر كيف تعمل بالأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يَحْمِلْنَها وحملها الإنسان.

  ولتعلم المرأة أنها إذا تهاونت بشيء مما تحت يدها من الدقيق أو الخبز أو السمن أو أي شيء حتى فسد أو تلف وهي قادرة على حفظه فإنها مفرطة في أمانتها، وإنها إذا تركت الكهرباء ولم تطفئ نوره لغير حاجة فإنها مُفرطة في أمانتها ومضيعة لمال زوجها، وهذا إذا كان الكهرباء من عداد الشركة، وأنها إذا صبت من الماء أكثر من الحاجة فإنها مسرفة ومفرطة في الأمانة.

  وقد سئل النبي ÷: هل في الماء إسراف؟ فقال ÷: «نعم ولو كنت على نهر جارٍ»، أو كما قال؛ فلتحذر المرأة أن تكون من المسرفين ومن المبذرين: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}⁣[الإسراء: ٢٧]. فلتحافظ المرأة على ما تحت يدها من المقاضي والفِراش والماء والطعام والملابس وغير ذلك، ولتستعمل من ذلك ما تحتاج إليه، ولا تزد على قدر الحاجة؛ فإن الزيادة تبذير وإسراف. وعليها أن تحفظ ما يحتاج إلى الحفظ، وتربط ما يحتاج إلى الرباط وتغطي ما يحتاج إلى الغطاء، وأن تحفظ كل شيء في المكان المناسب، ولا تترك شيئاً من ذلك في متناول الأطفال، أو في مكان يتعرض فيه للفساد أو التلف أو الضياع.