[الجواب عن أن المنصوص عليه في الآية إرادة الإذهاب لا الإذهاب نفسه ولا يلزم من وقوع الإرادة وقوع المراد]
  شَيۡـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ٨٢}[يس: ٨٢].
  وأيضا هو نظير قوله تعالى {يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ}[النساء: ٢٦]، {يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ}[النساء: ٢٨]، {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ}[البقرة: ١٨٥] فكل هذه قد أرادها وهي واقعة(١) لأنها فعله. بخلاف ما أراده، وهو موقوف على اختيار العباد مثل(٢) قوله تعالى: {وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ}[النساء: ٢٧] فقد أراد الله التوبة عليهم ولا يلزم وقوعها لتوقفها على اختيارهم (وهو فعل التوبة منهم).
  فإن قلت: إذا كان إذهاب الرجس والتطهير فعله لزم ارتفاع التكليف.
  قلت: ليس فعله عين فعل الواجبات، وعين ترك المحرمات حتى يلزم ما ذكرت بل معنى الآية(٣) العصمة في حق الأنبياء كذلك هنا [أي تطهير أهل البيت].
  فإن قلت: لم ذكر الإرادة دون الإذهاب؟
(٢) فقد وقع البيان بإرسال الرسل سلام الله عليهم وكذلك البيان والهداية إلى سنن الذين من قبلنا ووقع التخفيف والتيسير في الأحكام الشرعية وشرع الله ما فيه تخفيف علينا {لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ}، وما كلفنا بما هو فوق طاقتنا {لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَاۚ}.
(٢) وغيرها من الأمثلة مثل التخلق بالأخلاق الفاضلة والدعوة إلى الله ......
(٣) في (أ) بل معنى الآية هو معنى العصمة، وفي (ب) بل معنى الآية معنى العصمة.