السابع: أنه لو أريد غيرهم في الآية معهم لما دعاهم وحدهم ولما أشار إليهم وحدهم بل يكون ذلك الفعل والحكم بأنهم أهل البيت وحدهم خيانة في التبليغ⁣^(⁣١) وحاشا رسول الله ÷ عن ذلك فيقطع حينئذٍ مع هذه الوجوه بخروج غيرهم عن أن يكون من أهل البيت سواءً كن الزوجات أو سائر الأقارب، كبني العم⁣^(⁣٢) ونحوهم كما يقتضيه بيانه وإيضاحه ÷ للمقصود من الآية.

[الدليل على أن ذرية الحسنين $ من أهل البيت]

  فإن قلت: يُعْلَمُ مما ذكرت أن أهل البيت هم الأربعة فقط فلا يكون ذريتهم من أهل البيت كما ذكرت أنه يقتضيه البيان.

  قلت وبالله التوفيق: إنما أراد بقصر⁣^(⁣٣) الحكم على الأربعة وإخراج من عداهم⁣^(⁣٤) من الموجودين في زمنه ÷ من الزوجات والأقارب ولو وُجِدَ في ذلك الوقت أحدٌ من ذريتهم لأدخلهم لكن لم يوجد إلاَّ الأربعة، وأيضاً أهل البيت يتناول الآتين بعده ÷ كما يتناول الموجودين في زمنه ÷ مثل ما أن لفظ الأمة⁣^(⁣٥) يتناول الآتين من بعده ÷ كما يتناول الموجودين في زمنه ÷ ..

  ولنا على إدخال ذريتهم في جملة أهل البيت إيضاحاً لما تقدم أدلةٌ:

(١) لقوله تعالى آمراً له {۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ}⁣[الأحزاب ٦٧].

(٢) وقد روى ابن حجر الهيثمي رواية وذكر فيها العباس ولكنه ذكر دون سند. راجع الصواعق المحرقة ص ١٤٤.

(٣) في ب بنقض.

(٤) في ب عندهم.

(٥) كما في اللآلي المضيئة.